مستوطنون يعتدون

مستوطنون يعتدون على كنيسة «الروح القدس» وينبشون القبور فيها

  • مستوطنون يعتدون على كنيسة «الروح القدس» وينبشون القبور فيها

فلسطيني قبل 2 سنة

مستوطنون يعتدون على كنيسة «الروح القدس» وينبشون القبور فيها

سعيد أبو معلا

القدس المحتلة – بيت لحم – لندن ـ «القدس العربي»: بدأت سلطات الاحتلال التخطيط لتقسيم الحرم القدسي الشريف مكانيا بعد أن قسمته زمانيا، استعدادا لإقامة كنيس يهودي على جزء منه.
في غضون ذلك وسعت رقعة اعتداءاتها لتصل إلى المقدسات المسيحية، وقام50 مستوطنا بالاعتداء على كنيسة «الروح القدس» في القدس المحتلة، وعبثوا بمحتوياتها ونبشوا قبور الأموات، وألقوا القمامة في باحات الكنيسة.
ووصف رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، الاعتداء الغاشم الذي تعرضت له كنيسة «جبل صهيون» الأثرية الأرثوذكسية من قبل مجموعة من المستوطنين المتطرفين بـ»العمل الهمجي والعنصري المقيت».

وأضاف أن هذه الكنيسة الأثرية مرتبطة بعيد «العنصرة» الذي يوافق يوم الأحد المقبل، حيث يُقام الاحتفال الكنسي فيها يوم الإثنين الذي يلي العيد، حيث يتم المرور بهذه الكنيسة وصولًا إلى «قبر داوود» .
واستنكر المطران حنا هذه الأعمال التي وصفها بالإجرامية التي تندرج في إطار ما تتعرض له مدينة القدس كلها بكافة مقدساتها وحاراتها، مطالبًا كافة المعنيين بهذا الأمر بضرورة التصدي لهذه التجاوزات وملاحقة الفعلة والتواصل مع المرجعيات الروحية في العالم لإبراز ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها وأوقافها من انتهاكات وتعديات.
واعتبرت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، في بيان، هذا الاعتداء التخريبي الذي حدث يوم أول من أمس الإثنين، والاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الموقع والكنيسة، إضافة إلى التهديدات التي يتعرض لها حارس الأمن بالقتل «ما هي إلا استمرارا للنهج الإسرائيلي في التضييق على الكنائس في القدس المحتلة والاستيلاء على أملاكها».
وأضافت أن الاعتداءات على دور العبادة الإسلامية والمسيحية أصبحت تمارس بشكل ممنهج ومنظم، وهو ما يتمثل بشكل جلي وواضح في الاقتحامات اليومية التي يمارسها المستوطنون في المسجد الأقصى المبارك، وذلك لتحقيق المطامع الإسرائيلية في السيطرة على المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها الأصليين.
وطالب رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري، وسائل الإعلام بفضح هذه الممارسات الاحتلالية العنصرية، داعيا «أبناء شعبنا وخاصة المقدسيين للتكاتف والتصدي للاعتداءات على الكنائس وممتلكاتها كما للاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى».
وفي الأقصى كشف باحثون مقدسيون أمس الثلاثاء، عن تفاصيل خطيرة حول اعتزام سلطات الاحتلال اقتطاع مساحة من المسجد لصالح المستوطنين، ومنع المسلمين من الوصول إليها. وقال المختص بشؤون القدس الأسير المحرر شعيب أبو سنينة إن الاحتلال ينوي إقامة كنيس يهودي داخل الأقصى، مؤكدا أن المخطط قديم وجرت الموافقة عليه قبل سنوات.
وأوضح أبو سنينة أنه «منذ عام2012 وافق حزب الليكود المتطرف على مشروع إقامة كنيس يهودي داخل باحات المسجد الأقصى، ورشح المنطقة الشرقية والتي تمتد من شمال مصلى باب الرحمة إلى المصلى المرواني، تحت ما تسميه جماعات المعبد (البستان الشرقي)».
وأشار إلى أن إغلاق باب الرحمة قرابة 16 عاما، تحت ذرائع واهية، كان ضمن مخططات الاحتلال لإقامة الكنيس اليهودي، لكن الهبة الشعبية عام 2019 أفشلت مخططات الاحتلال وأعادت فتح المصلى من جديد.
وشدد على أن المسجد الأقصى في دائرة الخطر منذ سنوات طويلة، داعيا إلى ضرورة الحشد ومواصلة الرباط للدفاع عنه أمام المخططات الاستيطانية.
وفي السياق ذكر الباحث المقدسي الدكتور جمال عمرو، أن مخطط الاحتلال ينوي اقتطاع مساحة من المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل، والسيطرة عليه دون السماح للمسلمين بالوصول إليها. وبيّن عمرو أن هذه المساحة سيتم تخصيصها فقط لصلاة المستوطنين، الأمر الذي يعتبر أخطر حتى من التقسيم المكاني، وفق تقديره.
يذكر أن مؤسسات مقدسية وثقت اقتحام أكثر من سبعة عشر ألف مستوطن للمسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري، وسط اعتداءاتٍ على المصلين والمعتكفين.
الى ذلك حذر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، من إقدام سلطات الاحتلال على بناء مستوطنة جديدة في محافظة بيت لحم، منوهاً إلى أنها أعادت هذا الأسبوع تقديم مخطط جديد يقضي ببناء مستوطنة في المنطقة.
ويقضي المخطط الجديد ببناء 560 وحدة سكنية جديدة من أصل 952 التي طرحت في نقاش 2020، بالإضافة إلى مبانٍ أخرى على مساحة تقدر بـ 205 دونمات، في المنطقة الواقعة بين بلدتي الولجة وبتير في محافظة بيت لحم.
وأكد شعبان أنه في الوقت الذي تعتبر فيه سلطات الاحتلال أن هذا المخطط ما هو إلا توسعة للمستوطنة القائمة «هار غيلو»، إلا أن المخطط الجديد وبناءً على معطيات الخرائط هو محاولة لإقامة مستوطنة جديدة، بحكم أن مكان المخطط يبتعد مسافة عن المستوطنة المذكورة، وتحاول إسرائيل بذلك تضليل المجتمع الدولي بتزييف الحقائق.
وشدد شعبان على أن إقامة المستوطنة الجديدة سيؤدي إلى حصار محافظة بيت لحم بالمستوطنات، الأمر الذي من شأنه أن يفصل بلدات المحافظة كجزء من مخطط عزل هذه البلدات وفق نظام «الكانتونات «، وفي الوقت ذاته يعمل على إحداث تواصل جغرافي بين المستوطنات القائمة في محافظتي بيت لحم والقدس، الأمر الذي يقضي نهائياً على أي أفق ممكن لحل الدولتين.

التعليقات على خبر: مستوطنون يعتدون على كنيسة «الروح القدس» وينبشون القبور فيها

حمل التطبيق الأن